المرأة والجسد

حين تتحول الغريزة إلى سلطة منذ فجر التاريخ، ظلّ الجسد الأنثوي موضوعاً مثيراً للجدل: بين قدسية الأمومة من جهة، واستغلال "الفتنة" كوسيلة للهيمنة من جهة أخرى. في المجتمعات التي تكبت الغريزة وتخفي الحديث عنها، يتحول الجنس إلى أداة سلطوية؛ أداة يمكن أن تُستغل اقتصادياً وسياسياً، في ظل ضعف الوعي عند الرجل وعطشه الغريزي الجسد كرأسمال رمزي المرأة في لحظات تاريخية كثيرة استخدمت جسدها كوسيلة للحصول على مكانة أو ثروة. ليس بالضرورة أن يكون هذا خياراً حراً دائماً، بل كثيراً ما فرضته الظروف الاجتماعية والاقتصادية. يقول ميشيل فوكو: الجسد ليس مجرد كيان بيولوجي، بل هو مساحة تُمارَس عليها السلطة ويقول الإمام علي (ع): "النساء رياحين، ولسن بقهرمانات"، أي أن الأصل في الجسد الأنثوي هو الرقة والإنسانية، لكن حين يُختزل في سلعة، يصبح أداة نفوذ ومقايضة ويرى عالم الاجتماع بيير بورديو أن المرأة في المجتمعات التقليدية تملك رأس مال جمالياً ورمزياً يُستثمر كما يُستثمر المال. الجنس والتأثير السياسي من قصور الخلفاء حيث لعبت الجواري دوراً في صنع القرارات، إلى صالونات السياسة الحديثة حيث تُستغل ...